أطلس وكومت وجهاً لوجه: أيهما يقدّم المستقبل الحقيقي للتصفح؟

الآن هو عصر المتصفحات التي تنجز العمل بدلاً منك، ليس عليك أن تتخيل أنك تذهب لفتح علامة تبويب جديدة وتكتب الموقع، هذا عمل السابقين صدقاً، أنا لا أمزح.
وأبرز مثالين هما متصفح “كومت” (Comet) ومتصفح “أطلس” (Atlas)، كل واحد منهما يحاول أخذ مكان “كروم”، وكل واحد يأتي بلمسة مختلفة. اليوم سأعقد لك مقارنة بينهما لتعرف ما هو الأفضل وإلى أين تتجه.
نظرة عامة وتشابهات
لنبدأ الحديث عن المتصفحات. المتصفحان كلاهما يمكنك تحميلهما الآن، وهما مجانيان ومتوفران للكل تقريباً. المتصفحان كلاهما أول ما تفتحهما تشعر أنهما متصفح عادي؛ هم استهدفوا أن يكون تصميمهما تقريباً مثل المتصفحات التي تعرفها لكي لا تستغربها.
نقاط التشابه:
- الذكاء الاصطناعي: كلاهما مدمج فيه الذكاء الاصطناعي الذي تستطيع ضغطه ويفتح لك جانباً، تسأله أي سؤال وسيجيبك.
- دعم اللغة: الجميل أنهما يدعمان العربية.
- الاطلاع على المحتوى: كلاهما يطلعان على محتوى صفحتك، بمعنى أن أي شيء تفتحه يستطيعون رؤيته، وهذه نقطة مهمة جداً أن تعرفها.
ولكن هذه النقطة في نفس الوقت، كما يمكن أن تأخذها بطريقة سلبية، لها إيجابيات؛ حيث أن أي مقال تفتحه فإنه قادر على رؤيته وتلخيصه لك، أو تسأله عن شيء في المقال. وهذا الشيء كلاهما يفعلانه، وكلاهما مبدعان فيه. وهذه هي الأمور المتشابهة كلها.
أولاً: الخصوصية والتعامل مع البيانات
حسناً، أين الاختلافات؟ أولاً سأبدأ مع الخصوصية والتعامل مع البيانات. إن “أطلس” الذي تملكه “ChatGPT” و “OpenAI” لديه شراهة مخيفة للبيانات. أول ما حملته طلب صلاحيات كثيرة جداً، واحدة منها الوصول الكامل لبيانات القرص الصلب وكل الملفات الموجودة عندك في الكمبيوتر.
طيب لماذا؟ لماذا “كومت” لم يفعل نفس الشيء؟ طلبه للصلاحيات نعم موجود لكنه محدود جداً مقارنة بـ “أطلس”. أساساً عندما حملت “أطلس” وبدأت أعطيه القليل من الصلاحيات، ارتفعت حرارة الجهاز من كثرة ما يسحب بيانات ويقوم بدراستها، وهذا تلاحظه في البداية أول ما تحمله، وبعد ذلك يبدأ يخف قليلاً.

ثانياً: المساعد الذكي (الوكيل)
ثانياً، دعنا ننتقل للتحدث عن المساعد الذكي الذي يسمونه “الوكيل” (Agent). هذا الوكيل ليس فقط أن تسأله كما قلت في بداية المقال، لا، الفكرة أنه ينفذ مهاماً عنك.
- تشغيل الفيديوهات: جربت أن أقول لهما: “أريدك أن تفتح فيديو عندما أعلن ستيف جوبز عن آيفون”. وبالفعل كلاهما استطاعا القيام بهذه المهمة وهذا شيء لطيف جداً.
- التسوق: سأعطيك فكرة مختلفة، تستطيع الذهاب والقول: “أريد شراء أريكة لونها رمادي من إيكيا”. هم سيحددون في أي دولة أنت موجود، مثلاً السعودية، فسيفتح لك إيكيا السعودية. وكلاهما فهما واختارا لي منتجاً رمادياً.
فالبعض وجدته يفعل أموراً معقدة أكثر، مثلاً يطلب من المتصفح أن ينشئ له صفحة على “Notion” ويبرمجها بحسب احتياجات فريقه (لمن لا يعرف Notion، هو برمجية تستخدمها الشركات لكي يجتمع فيها كل الموظفين وينجزوا عملهم من خلالها).
كلا المتصفحين وجدت أنهما تقريباً مثل بعضهما، يقومان بنفس القدرات. “كومت” كان أسرع أحياناً، هذه الشغلة لاحظتها. لكن في شغلة ثانية لاحظتها مختلفة بين هذين الوكيلين وهذه صدمتني كثيراً.
تنبيه الخصوصية الغريب في أطلس
“أطلس” الذي تملكه “ChatGPT”، عندما تبدأ تشغيل الوكيل الخاص بهم، يظهر لك تنبيه يقول لك: “هل تريد أن نستخدم معلوماتك وبالتالي تكون نتائج الوكيل أكثر دقة؟ لكن بالمقابل ممكن أحد يصل لبياناتك أو تُخترق؟ أم لا نحتفظ بمعلوماتك، ولكن ترى يمكن أن يصبح الوكيل أقل دقة؟”.
أنا لم أفهم الآن على ماذا تساومونني فيه بالضبط؟ أنه يا نأخذ بياناتك وننتهكها ولكن نعطيك خدمة حلوة، أو تختار الخدمة غير الجيدة؟

ثالثاً: السعر والاشتراكات
ولكن دعنا ننتقل للسعر لأنه مفصلي. سأختصره لك، “كومت” يفوز بهذا الجانب. كل المتصفحين لازم تشترك في الذكاء الاصطناعي الخاص بهم، ولكن اشتراكات “كومت” أرخص وبنفس الوقت قدم عروضاً كثيرة.
سأعطيك مثالاً، اشتراك “Pro” الخاص بـ “Perplexity” التي تملكها “Comet” (هما أساساً نفس الشيء)، يعطيك سنة كاملة مجاناً، وهذا الشيء وضعت له شرحاً في إحدى منصاتي، كيف تأخذ اشتراكاً لمدة سنة مجاناً. هذا الشيء مستحيل مع “ChatGPT” أو مع “أطلس”.
دعني أعلمك شيئاً ثانياً جوهرياً وخرافياً في “Perplexity”، أنه إذا اشتركت معهم فإنهم يوفرون لك عدة نماذج تستخدمها مثل “ChatGPT”. وفي نقطة أهم من هذه كلها، الوكيل الذي ينجز الشغل بدلاً عنك، لا تستطيع استخدامه مجاناً في “أطلس” أو “ChatGPT”، لازم تكون مشتركاً حصراً. بينما في “كومت” يعطيك عدداً محدوداً من الاستخدامات مجاناً، ولو كنت مشتركاً فسيعطيك عدداً تقريباً لانهائياً على كلامهم، بينما في “ChatGPT” ليس لانهائياً ولكن يعطيك تقريباً شيئاً وثلاثمئة بالشهر.
ملاحظات إضافية والخاتمة
في ميزات إضافية وفي ملاحظات أخرى أنا لاحظتها. لما نتكلم عن القدرات، كما قلت قبل قليل، إنهما تقريباً مثل بعضهما، ولكن كسرعة لاحظت غالباً أن “كومت” أسرع من “أطلس” قليلاً، وهذه كانت مفاجأة بالنسبة لي. “كومت” يدعم إضافات “كروم”، وأنا أدري أن هذه تهم الكثيرين، بينما “أطلس” لا يدعمها.
أول ما حملت “أطلس” طلب مني صلاحيات لا محدودة، وهذا الشيء لم يفعله “كومت”. وكتسعير، كما شرحت لكم قبل قليل، تسعيرة “كومت” تعتبر أفضل، بالرغم من أن كليهما ممكن لو اشتركت فيهما يقدمان لك أداء أفضل.
أتمنى أن يكون هذا المقال مدخلاً لك للمتصفحات الذكية، ما فكرتها، ومقارنة سريعة بين أهم اثنين وأفضل اثنين موجودين بالسوق.
أراكم في مقال قادم إن شاء الله. مع السلامة.



