كيف تتعلم الذكاء الاصطناعي في 2025 وتبدأ مشروعك المربح؟

في هذا المقال، سأقدم لك أضمن خريطة طريق لتعلم الذكاء الاصطناعي في عام 2025، وأضمن طريق للكسب الحلال من خلال الذكاء الاصطناعي. وبقدر ما هي بسيطة وواضحة، ستفهمها حتى لو كان عمرك عشر سنوات. تابع معي.
أهلاً وسهلاً بالأبطال. هذا المقال موجه لفئتين من الناس:
- الفئة الأولى: فئة تعمل في مجال الأعمال الحرة، وتُعرف نفسها كمستقلين (Freelancers)، أو أناس ليس لديهم أي خبرة سابقة في العمل على الإنترنت، ويريدون تعلم الذكاء الاصطناعي ليتمكنوا من كسب المال منه بطرق مجربة وثابتة، وتقدم فعلاً حلولاً يحتاجها السوق.
- الفئة الثانية: هم أصحاب الشركات، أو رواد الأعمال، أو أناس يريدون تسريع وتيرة الحياة التي يعيشونها، ليتحولوا حقاً إلى إنسان يفوق إنتاجه ما كان عليه قبل الذكاء الاصطناعي بثلاث إلى عشر مرات. وأنا أقول هذا حرفياً دون أي مبالغة.
لماذا نشعر بـ “التوتر الجديد” من الذكاء الاصطناعي؟
ولكن كبداية، ألم تلاحظ يوماً وأنت تطّلع على أخبار الذكاء الاصطناعي أنه يوجد… لا أريد أن أسميه تشتتاً، لأننا تجاوزنا مرحلة التشتت. لقد أصبح هناك شيء أقرب إلى ما يمكن تسميته “التوتر الجديد”.
أنت تشاهد إعلان جوجل عن “جيمني” (Gemini) الجديد، أو إطلاق “ديب سيك” (DeepSeek)، أو “مانوس” (Manos)، أدوات جديدة تظهر باستمرار. تقرأ النشرة الإخبارية وتشعر بأنك عرفت عن تلك الأداة التي قد تغير أشياء جذرية في حياتك بمجرد استخدامها.
لكنك تشعر بأنك مقيد، وتشعر بأن الناس قد سبقوك، وتشعر بأنك متأخر.
هذا تأثير لا أعرف صراحةً إن كان قد تم تعريفه علمياً بعد، لكن معظم الناس يعيشون هذا التأثير؛ إنهم يشعرون بتوتر غريب لمجرد المعرفة عن الذكاء الاصطناعي، رغم أنها أشياء تجعلك “إنساناً خارقاً” (Superhuman) إذا جربتها.
السبب يا إخوة، باختصار، وأنا أحدثكم كشخص مجرب: المرء لا يعرف الطريق الذي يجب أن يمشيه، ولا يشعر بأنه يسير وفق خطة ثابتة في هذا العالم.
مرةً ينظر إلى تطبيقات لـ “شات جي بي تي” (ChatGPT)، ثم يرغب بالعمل في توليد الصور (Image Generation)، ثم يظهر لك شخص ليقول لك: “بِع منتجات رقمية (Digital Products) من خلال الذكاء الاصطناعي!”.
فتأتي لتنظر فيها، لتجد أنها لا علاقة لها إطلاقاً بما تعلمته. فتدخل في دوامة تفقد معها القدرة على معرفة أين تقف أصلاً، وما الذي كنت تريد فعله من الأساس.
خريطة الطريق: التركيز على مجالين لا ثالث لهما
الطريق الصحيح بنظري، وأنا أتحدث هنا عن مجالين، من خلالهما ستقدر على معرفة ماهية الذكاء الاصطناعي، وسيبدأ بإفادتك من أول لحظة تبدأ باستخدامهما. ومهما تطور أي شيء تحت مسمى الذكاء الاصطناعي في سنة 2025 أو ما بعدها، ستكون على الأقل تبني نفسك في مجال واضح يوصلك فعلاً للهدف الأساسي، وهو أن تفيد نفسك وأن تكسب المال.
كما تعرفونني،أنا شخص لا أتحدث إلا بما أعرفه ومتاكد منه، وهذا شيء يمكنكم الرجوع إليه ورؤية المقالات القديمة. آلاف الشباب غيروا حياتهم بفضل مجال شرحناه من بدايته لنهايته، والحمد لله رب العالمين، لأنه كان مبنياً على تجربة شخصية.
والشيء نفسه اليوم أريد أن أقوله لكم. الذكاء الاصطناعي يا إخوة في 2025 فيه مجالان؛ إذا ركزتم عليهما، فمهما تطور عالم الذكاء الاصطناعي، أنتم تسيرون في الاتجاه الصحيح.
المجال الأول: الأتمتة (Automation)
ما هي الأتمتة؟
الأول هو الأتمتة (Automation)، وهي أتمتة الأنظمة التي يقوم بها الناس عادةً، والتي تتطلب جهداً بشرياً. لكنك تقوم ببناء نظام يتخلى عن الجهد البشري ويقوم بهذه العملية بشكل مؤتمت. هذا هو المجال الأول.
كيف تكسب المال من الأتمتة؟
الأتمتة ببساطة هي أن نجعل وظيفة يقوم بها إنسان، مؤتمتة عن طريق الذكاء الاصطناعي. مثل ماذا؟
للاستخدام الشخصي: مثل أن نجعل بريدنا الإلكتروني يقرأ نفسه، وبعض الرسائل التي تأتي على البريد يتم الرد عليها تلقائياً.
لرواد الأعمال: دعنا ننتقل إلى استخدام لرائد أعمال، شخص لديه شركة. شركته تحتاج إلى عملاء جدد. عادةً، لديه مسوقون. طيب، هو تعلم الأتمتة. يصبح النظام يبحث له وحده، كل يوم صباحاً يستيقظ ليجد 500 عميل محتمل جديد وجد الذكاء الاصطناعي أسماءهم، يسلمهم للمسوق ويقول له: “تفضل، تواصل معهم على الفور”.
للمستقلين (Freelancers): المستقل هو شخص يريد بيع خدمة. ما هي الخدمات التي سيبيعها؟ أنظمة مؤتمتة.
مثال على الأنظمة المؤتمتة لا عد ولا حصر لها، لكنني سأذكر مثالاً ذكرته أكثر من مرة: روبوتات الدردشة (Chatbots).
شركة يأتيها عملاء كُثر، ولديها عمل مستمر، لكن ليس لديها موظف يجلس على موقعهم الإلكتروني للرد دائماً على كل الرسائل والاستفسارات. تضع “شات بوت” في الموقع، يجيب على كل الأسئلة، يجيب على الأسئلة الخاطئة ويصححها، ويعرف كيف يقنع العميل بالشراء من الشركة.
هذا نظام مؤتمت ومطلوب جداً حالياً في السوق، وخصوصاً السوق العربي، إنه فارغ. يحتاج فقط إلى أناس يعرفون كيف يسوقون لهذه المهارة. هذه أمثلة عن كيف أن الأتمتة تدر المال.

المجال الثاني: البرمجة بالإيحاء (Vibe Coding)
ما هي البرمجة بالإيحاء؟
المجال الثاني هو “البرمجة بالإيحاء” (Vibe Coding). هذا مصطلح جديد ظهر بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي قوياً جداً في البرمجة. وباختصار، هو عملية استخدامك للغة البشرية لتطوير تطبيقات حتى وإن لم تكن مبرمجاً.
وأنا أعرف أنه مهما كان الذكاء الاصطناعي قوياً في إنتاج الكود، لن يكون بقوة المطور، وسيظهر لك أخطاء برمجية (Bugs).
لكن الذكاء الاصطناعي… مارك زوكربيرج، مدير “أنثروبيك” (Anthropic)، كبار عمالقة عالم الذكاء الاصطناعي، يقولون لك الآن إنه في أقل من 12 شهراً، الكود كله سيُكتب من خلال الذكاء الاصطناعي.
فإذا كان الذكاء الاصطناعي يكتب اليوم كوداً فيه بعض الأخطاء، عليك أن تصبر قليلاً، لأنه ستظهر “وكلاء” (Agents) تعطيه الأمر، فيُخرج لك الكود، وإن ظهر خطأ، يقوم بإصلاح هذا الخطأ. وهذا شيء بدأنا نراه حالياً في “ريبلت” (Replit).
كيف تكسب المال من البرمجة بالإيحاء؟
جميعنا بدون استثناء جربنا يوماً من الأيام تطبيقاً للتمارين الرياضية، أو تطبيقاً يحسب لنا السعرات الحرارية.
اليوم، صار بإمكانك استهداف شريحة كانت في الماضي تُستهدف بالملايين (مثلاً 5 مليون مستخدم). أنت اليوم تستهدف شريحة فيها 20,000 فقط. لماذا؟ لأنك تحل مشكلة صغيرة جداً لهؤلاء الـ 20,000.
لأنك اليوم لست مبرمجاً لتصنع هذا التطبيق. أنت تذهب إلى برنامج مثل “ريبلت” (Replit) وتطلب منه أن ينجز لك هذا التطبيق في ساعات قليلة. وإذا أردت التأكد أن الكود نظيف، دون أن تكون مبرمجاً، ببساطة تتصل بصديقك المبرمج، أو تجد واحداً على موقع للعمل الحر، فقط ليراجع لك الكود ويتأكد أنه خالٍ من الأخطاء (Bugs)، ثم تنشره.
الذي استفدت أنك أطلقت تطبيقاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي (Powered by AI)، تكون قد وضعت فيه خواصاً مدعومة بالذكاء الاصطناعي تعطي تخصيصاً أكبر للشريحة المستهدفة، مما يعني أن تطبيقك أفضل من كل التطبيقات الموجودة في السوق لحل هذه المشكلة.
ولا نريد أن نذهب بعيداً. هناك فتى صغير، طالب مدرسة، عمل تطبيقاً بـ “البرمجة بالإيحاء” وظيفته ببساطة أنك تصور وجبتك، فيحسب لك السعرات الحرارية. التطبيق حصل على أكثر من مليون تحميل.
وأنت لست في عصر “حمّل مجاناً”، أنت في عصر الاشتراكات (Subscription). يعني قبل أن تحمل، ادفع. وإذا أردت الدفع، عليك أن تدفع في نهاية كل شهر.
المشكلة ليست في الفكرة، بل في الاستراتيجية
هنا نأتي لنقطة مهمة جداً ومفصلية جداً:
هل تفكر وأنت سائر في الشارع، ما هي الحلول التي يمكنك تقديمها؟
بغض النظر عن وضع بلدك المالي، سيء أم ليس سيئاً، لأن بلدك فيها إنترنت، وأنت تستخدم تطبيقات، و70 إلى 80 بالمئة من البلد الذي تعيش فيه (حتى لو كانت البنوك الإلكترونية محظورة عليه) الناس تشتري خدمات على الإنترنت. سواء “نتفليكس”، “ببجي”، “فورتنايت”… أشياء ترفيهية.
فإذا كان هذا موجوداً، فغيره موجود. أنت وفّر حلاً لمشكلة موجودة عند بعض الناس.
كلها أسئلة وجيهة ومنطقية، ومعك حق فيها.
ما أردت أن أؤسسه في هذا المقال هو: أين يجب أن نركز لنتجنب التشتت؟ أين يجب أن نركز من أجل المال الجيد؟ المال الذي يمكن حقاً أن يؤسس لنا مجال دخل ثابت ومستمر ويزيد إن شاء الله خلال هذه السنة.
نصيحة من مجرب: لا تستعجل، السوق فارغ
لكي تستطيع بيع أي خدمة أتمتة، ولكي تستطيع بيع أي تطبيق بـ “البرمجة بالإيحاء”، أول خطوة لنجاحك هي أن تزيل من رأسك فكرة أنك ستجني المال بعد أسبوع.
أنت تحتاج بين شهر إلى ثلاثة أشهر.
تحتاج أن تتعلم الشيء على أصوله.
فأنا أحدثك عن تجربة. إذا كنت حقاً تريد أن تكسب المال، فتمهل يا صديقي.
اهدأ قليلاً ولا تستعجل. السوق فارغ وما من أحد منتبه عليه. أنا نفسي أعمل في هذا المجال، السوق فارغ.
لكن لا تستعجل. إذا أردت تقديم خدمة ممتازة (Premium) يأخذها الناس وينذهلون بها، استخدم كل ما توصلت إليه البشرية.
بدلاً من أن تذهب وتطلق تطبيقاً في أسبوع، لا، اشتغل على تطبيق مرتب. اشتغل على الجوانب النفسية (Psychology) من جهة، واشتغل على التسويق (Marketing) من جهة، واشتغل على بناء العلامة التجارية (Branding) من جهة. اعرض الكود على مبرمج.
هذه بعض الخطوات التي إذا فعلها المرء، سينجح أكثر بألف مرة مقارنة بشخص يقول لك: “أنا عندي فكرة ستكسر الدنيا”.
والله العظيم، معظم الناس تكون لديهم أفكار خرافية للتطبيقات، عن جد. لكن تطبيقه خاطئ.
لا نريد أن نكون من الناس التي تطلق كل أسبوع تطبيقاً، أو كل يومين تنشئ أتمتة ولا تفيد.
فركّز هنا.
الخلاصة: البداية الحقيقية لرحلتك
وهذه بداية القصة التي بإذن الله ستكون ماشياً فيها بخطة ثابتة في هذا التحول الرهيب الذي يحدث في العالم.
أنت عندما تكون إنساناً 70 إلى 80 بالمئة من مهامه في حياته مؤتمتة: بريده الإلكتروني يعمل وحده، إذا كان يبحث عن عملاء فالأتمتة تجد له العملاء، يقوم بحملات تسويقية، الحملات التسويقية تعمل بنفسها بالأتمتة، عنده مشكلة مستعصية بالتكنولوجيا فعمل تطبيقاً للموضوع… أنت إنسان تفيد نفسك قبل ما انك تقدم خدمات.
الأتمتة والبرمجة بالإيحاء… عالم جديد يُفتح الآن، وأنت يجب أن يكون لك حصة فيه.
عاش الأبطال، وإن شاء الله أراكم في المقال القادم.



